الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

أرجـوحةُ الحَيـاة !

مَـا بَالُ بني آدم يتأرجَحُ في أرجوحةِ الحَياة كَما الطفل !

تنتابُهُ نَشْوة اللّعبِ وكأنّهُ لنْ يلبَثْ أن يَخْرُجْ منها كَمَا دَخَلْ ..

لَنْ يزيدُهُ لَعبَهُ إلّا " مُتْعَة " ..!



عَجَبَا ! كَيْفَ لم يعلم بأنّهُ ما أنْ يَلْمِسْ حبل الأرجوحَة ..

حَتّى يعْلَقُ بَينَ خيوطها السّميكة ..

ويلتصقْ جسدُهُ بالكرسيّ المتأرجِحْ ..

إلى أجّلٍ مسمّى .. !



ثمّ أعْجَبُ أكثَر ..

بأنّهُ " يَلْعَبْ " ووجهه مسوّدٌ مكفهرّ وكأنّه قد أجْبِرَ على البَقَاءِ معلّقاً بين حبليّ الأرجوحة ..

والأكثر عَجَبَا ..

أنَهُ ما إن يقعُ نظرهُ على أحدِ المـارّة .. " أمثاله "

إلا ويجرّ عضلات وجهه بجهدٍ جهيد .. ليرسم ما يشبه " الابتسامة " !

لكنّها لا تلبث أن تعود إلى الارتخاء .. ويكون الوجه عابساً .. كـ دائماً !

نسيتُ تفصيلاً مهمّا !

هذه الأرجوحة من نوعٍ آخر .. !!

إنّها لا يمكن أن تتوقف لترتاح نبضات القلب قليلاً ..

أو لترتاح من اللعب ..

أو لترتاح من الضحك ..

أو لترتاح من كلّ شيء آخر ..!

إنها تتأرجح .. وكأنها تتقلّب .. أو ربما تدور .. إنها تقوم بكلّ أنواع الحركات ..

لتبقي هذا المسكين في دوّامة من الأحداث .. !

رتابة مملة / فرح مطغي / حزن شديد / اختناق ولوعة / ضيق في التنفس ..

ودقّات قلب لا تسكن !!

متى تتوقف الأرجوحة ؟

ومتّى يتوقف النبض ..

ومتّى نتخلّص من دناءة الدنيا .. وحقارتها !

متى نلقى الأحبة ؟! متى نذوق لذّة النظر إلى وجه الرحمن الرحيم ..

عفواً ..

إنما قصدت ..

متى نكون مستعدّين .. بأن نخلّي بيننا وبين الأرجوحة ..

وننتقل إلى العالم الآخر .. ؟!

تعجّبٌ آخر أبى إلا أن يكون في ذيل الصفحة ..

إن لم نعانق الراحة .. لا على أرجوحة الحياة .. ولا بعيداً عنها في أعلى سماء ..

فمتى نرتاح ؟!


هناك تعليقان (2):

  1. نعم صدقتي ..
    الراحة في الجنة التي حـُفـّت بالمكاره لكي نستحق الراحة فيها ! * بإذن الله *


    -
    أنتِ مشـروع كاتبة ..
    بوركتِ ~

    ردحذف
  2. مشروع كاتبة ؟
    كبيرة ><" !

    أحتـاج إلى رأس مالٍ كبير جداً من الممارسة والنقد البنّـاء .. وأمثالكِ .. : ) !

    شكـراً .. بعدد قطرات المطر .. لروحكِ النقية !

    ردحذف