الجمعة، 23 أكتوبر 2009

إذا عرفَ السبب ..

إذا عرف السبب .. بطل العَجَب !
وقد بطل العَجَب أخيـراً ..!

فلمـاذا كانت الحيـاة بألوان مختلفة في الأيـام القليلة الماضية ؟!
حلّ أبيض محلّ أسـود .. وأسود محلّ الأبيض .. وامتـزج البـارد بالحـار .. والدافئ بالهادئ ..
وحلّت الفوضى محل كل شيء آخر !
حتى أنني أظن قوس المطر إن ظهر .. فلن يكون سوى نصف دائرة يجمدها الكسل .. !

هو هذا الشعـور عندما نعطي النفس أكثر مما تستحق ..
فنصوّر من كان ضعيفاً أعزلاً ذليلاً ..
كأسطورة يكتبها التـاريخ لأول مرة منذ الأزل .. !
نصوّر النفس المهزومة .. كأنها قد هزمت العالم بأسره ..
ثمّ وقفت في أعلى القمة الشاهقة ..
فرأت الناس صغاراً ..
ورآها الناس صغيرة !

عندما تقلب النفس الموازين ..
وتعيش في عالم المتناقضات ..
يصبح كل ما في الكون متناقضاً ..
وتنقلب الموزاين .. رأساً على عقب ..
فحرِيٌّ بمن أضاف قوّة مصطنعة لضعفٍ ..
بأن يجعل من القمـر شمساً ..
ومن السهل جبلاً ..
ومن الفأر أسداً ..
ومن الكوخ قصراً ..
ومن كلّ شيء شيءٌ أكبر وأكبر ..
كل ذلك في عالم .. من خيال .. أبكم !
يرسم ولا يتكلم ..
ينـام .. بلا استيقاظ ..
ويحلم .. بلا تأويل ..
ويعيش في الفـراغ .. ويعيش في اللاشيء !


ولأنه قد عرف السبب ..
فقد بطلَ العَجَب .. وبطل العُجُب .. !
وعـاد الضعيف ضعيفاً ..
وبقي القوي قوياً ..
وعادت الألـوان كما كانت .. وظهر قوس المطـر ملوّناً .. كـ هو !
وعـادت النقـاط تنثر نفسها فوق الحروف .. لتشكل الحياة ..
حياة التوازن .. حياة الملكوت .. حياة هي خلق الله ..
هي كلّها لله ..
حياة كل ما فيها ضعيف ..
والقوّة بيد ذي الجبروت .. وفقط !
وكفى به مسيّراً مدبّراً ..
وكفاني فخـراً .. أن أكون له عبداً ..



: )

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

لم تُكتب .. لـ تُقـرأ .. !

لا أعلم إلى متى سأكتب ..
لكنني لا أظنني سأتوقف !
فمداد القلم بحجم المشاعـر ..
وبحجم الشـوق ..
وبحجـم الحبّ ..
وكل مشـاعر الامتنان .. !


ظننتُ الوقت يُنسي ..
أو ربما يخفف من توهّج المشـاعر ..
لكنّه زاد النـار حطباً .. !
وزادها أكثـر مما أريـد ..
أكثر بكثيـر ..
بكثيـر جداً .. !


أريـد أن أكتب حتى أكلّ أو أملّ ..
ينتابني شعورٌ بأنني لا أستطيع التوقف عن الكتابة ..
أبداً .. أبداً ..
حتى إن اضطررت أن أكتب حروفاً متناثرة ..
وكلمات متقاطعة ..
وخطوط متفرقة ..
ونقاط مشتتة ..
وكلّ شيء بلا معنى ..
يكفيني أنني أكتب .. !



حتـى الأسلوب لم يعد يهم ..
بتّ أتناسى قواعد اللغة ..
لا فاعل ولا مفعول ..
ولا مرفوع ولا منصوب ..
أتمنى لو أفتح قلبي كالقالب أصبّ منه كل شيء ..
فيتحول إلى حـروف ..
ثمّ أقرأه .. وأبتسم .. !


كم هو جميلٌ شعـور الحبّ هـذا ..
لا أعلم إن كانت سعادتي به أم حزني لبعده أقوى وأكثر سيطرة على قلبي ..
ما أعلمه أن المشاعر كثيرة جدا جدا .. !
مبعثـرة .. مسكوبة على غلاف القلب ..
تتمنّى لو يترجمها أحد ..


لن أنسى فضلكم ..
وماذا أكون لو نسيته ؟!
إنسـان بلا قلب .. ؟
أو ربما لا أكون حينها إنساناً حتّـى !!
أنتم صنعتم شخصيتي ..
طموحي ..
مستقبلي ..
ثقتي ..
كلّ ما فيني ..
فلا اسم لي .. إن لم تكتبوه بخطّ أيديكم ..
وتضيفوا له رونقه ..
حتى أصبحتُ أحبّه .. وأمسيتُ أتذكركم كلما كتبته ..


* لم تُكتب لتُقرأ ..
أظنني سأحذفها من هذه الصفحة قريباً ..
: )

الخميس، 15 أكتوبر 2009

وعـآدت إلى الـروح .. الحيـاة !

تنفسّ صناعيّ ..
وأجهزةٌ طبيّـة ..
وأسلاكٌ توصلُ بالجسد كما توصلُ بالكهرباء ..
وأصوات رنّات خفيضة توحي بأصواتِ الآلات الميكانيكية ..
وكلّ شيء لا يوحي بالحيـاة .. !
/
\
/
ثمّ ..
يتبدّل كلّ شيء كأننا ننتقل في برزخٍ .. ما بين البحرِ والنهر .. !
كأننا ننتقل من برودة المـوت ودقّات القلب الاصطناعية ..
إلى حلاوة الحيـاة والـروح التي تبعث الدفء في الجسد الضعيف الملقى على أرضٍ زائلة ..
وأصبح كلّ شيء هُنـا .. يتنفّس .. !!
/
\
/
هكذا تكون حيـاة الـروح بعد موتهـا ..
هكذا تكون السعـادة التي يشعر بها من نجا من غرقٍ وشيك ..
هكذا تكون لذّة من تخلّصَ من قذارة مستنقعٍ انغمس فيه جسده .. حتى ابتلت الروح بوسخِ الأوحال ..
هكـذا تكـون كلّ المعـاني الجميـلة .. ساميةً تحلّق في الفضـاء اللامتناهي ..
هكـذا تنطلقَ صرخات الفـرحة .. تفجّر سكون الليل الهادئ بصمتها ..
وهكذا أصفُ كل "ذا" ولا أصفه ..
/
\
/
لأنه -باختصار- هكذا تكون العودة إلى ديار الحبيب ..
هكذا تكون العودة إلى الله ..
هكذا تكون حياة الروح .. بعد مماتها !!